السلطات الصينية تشنّ حملة ضد التزوير بعد توقيف جزائريين متورطين في سرقة منظمة


بكين – في سابقة أثارت موجة من ردود الفعل الرسمية، أعلنت السلطات الأمنية الصينية، خلال الأسبوع الماضي (نهاية أبريل 2025)، عن توقيف 6 أشخاص في مدينة كوانزو من جنسية جزائرية متورطين في عملية سرقة منظمة استهدفت عدداً من تجار الهواتف في “سوق تشاداو” الشهير، الواقع في إحدى أبرز مناطق بيع الإلكترونيات في الصين. فيما تمكّن 4 مشتبه بهم آخرين من الفرار خارج البلاد قبيل تنفيذ عملية التوقيف، الأمر الذي دفع الجهات الأمنية إلى توسيع نطاق التحقيقات والتنسيق مع الجهات الدبلوماسية.


ووفقاً لما نقلته مصادر أمنية مطلعة، فإن العملية كشفت عن شبكة تزوير واسعة، حيث عُثر بحوزة الموقوفين على وثائق مزوّرة استخدمت للحصول على التأشيرة الصينية، منها شهادات عمل وهمية، كشوفات بنكية مزورة، سجلات تجارية مزيفة، وحتى دعوات رسمية مزوّرة من شركات صينية.


في أعقاب هذه التطورات، سارعت وزارة الخارجية الصينية إلى توجيه مراسلة رسمية إلى القنصلية الصينية بالجزائر يوم 3 مايو 2025، طالبت فيها بتشديد الرقابة على ملفات طالبي التأشيرة من حاملي الجنسية الجزائرية، مع التأكيد على مراجعة دقيقة لكافة الطلبات السابقة والوثائق المرفقة بها.


كما تم إصدار تعليمات عاجلة إلى أجهزة جوازات الحدود وشرطة المعابر الصينية لتعزيز آليات التدقيق في أهلية دخول كل شخص يحمل جواز سفر جزائري، في خطوة تعكس التحول الكبير في سياسة التعامل مع ملفات الهجرة والتأشيرة بالنسبة للمواطنين الجزائريين.


وتأتي هذه الإجراءات في إطار حرص السلطات الصينية على حماية الأمن العام، والحفاظ على مصداقية منظومتها القنصلية، وسط دعوات لتعزيز التعاون الثنائي بين بكين والجزائر في مجال مكافحة التزوير والجرائم العابرة للحدود.